ما هي الفانتازيا

تهدف شتى أنواع الفنون أن تقوم بإبلاغك رسائل بطريقة أو بأخرى، فعلى سبيل المثال: تسعى الموسيقى أن تجعل مستمعها منغمسًا في أجواء شعورية معينة، وهذا ما يسعى إليه الأدب أيضًا؛ حيث يسعى لمساعدة القارئ على تكوين رؤية متكاملة عن رؤية القارئ وفكرته، لكننا اليوم سنخص حديثنا عن نوع معين من الفنون والأدب، ألا وهو الفانتازيا، ما هي الفانتازيا؟ وما هي الأنواع المختلفة منها؟ 

ما هي الفانتازيا؟ 

كثيرًا ما تردد على مسامعنا كلمة الفانتازيا دون معرفة ماهية هذا المصطلح أو إلى ما يرمي، لكننا اليوم سوف نستفيض في عن ما هي الفانتازيا؟، حيث نجد أنها تعبر عن الواقع من خلال عرضه بصورة غير معتادة في الأفلام والقصص والروايات، ويجدر القول أن هناك تباين واضح بين الروايات الفانتازيا من حيث رفضها للواقع ومحاولتها تغييره، أو من حيث انتمائها إليه مع محاولة التعبير عنه بشكل مختلف وخاص، ومن أهداف الفانتازيا أيضًا أنها تحاول معالجة الواقع من خلال عرضه بشكل إبداعي غير معتاد أو مألوف بالنسبة للقراء والمشاهدين؛ إذ تعمد بصورة كلية وأساسية على الأبطال الخارقين والقوى الخارقة والسحر، وفي الغالب تكون الفكرة الرئيسة في هذا النوع من القصص والأفلام هي السحر، ولكن في أحيانٍ أخرى يتم الاعتماد عليه فقط من أجل الإطار الروائي للفيلم، أو القصة والحبكة الروائية. 

ومن الجدير بالذكر أن قصص الفانتازيا تختلف اختلافًا شاسعًا وكبير عن قصص وروايات الرعب والخيال العلمي؛ والسبب وراء ذلك هو خلو روايات فانتازيا الأدب من العلم، كما إن أحداثها لا تبنى مطلقًا على أساس علمي، بالإضافة إلى أنها لا تشتمل على الموت باختلاف صوره وأشكاله كأحد عناصر القصة وأساسياتها؛ لأن الفانتازيا ما هي إلا نوع خاص من الأدب ينسدل وينشق من الخيال التأملي، أما عن الفانتازيا في الثقافات الشعبية، فهي دائمًا متأثرة تأثرًا شديدًا بالطابع الأدبي الخاص بالعصور الوسطى التي تتجه غالبًا للتعبير عن الأساطير القديمة والخرافات، وعلى الرغم من ذلك، إلا إنها تشمل العديد من أعمال الفنانين والمؤلفين والكتاب والموسيقيين. 

اقرأ المزيد مفهوم الأدب العربي على مر العصور

أنواع الفانتازيا 

بعد أن انتهينا من التعرف عن ما هي الفانتازيا؟ حان الآن الوقت للتعرف على الأنواع الأدبية التي تشملها الفانتازيا، والتي لم يتعرف عليها مطلقًا في الحياة الأدبية؛ نظرًا لعدم وجود دليلًا ماديًا واضحًا عليها، ولكن يجدر الإشارة أنه تم تصنيفها بناءًا على أساطير الفولكلور، وتنقسم أنواع الأدب الفانتازي إلى ما يلي:

• الفانتازيا المعاصرة. 
• فانتازيا الرسوم القصصية. 
• فانتازيا الإثارة الجنسية. 
• فانتازيا التاريخ البديل. 
• فانتازيا الرعب. 
• فانتازيا الحكايات. 
• فانتازيا الأخلاق. 
• فانتازيا الطفل. 
• فانتازيا الأسطورة. 
• فانتازيا عميقة (راقية). 
• فانتازيا سطحية (بسيطة). 
• الفانتازيا التاريخية. 
• فانتازيا السحر والسيف. 
• فانتازيا علمية. 
• فانتازيا رومانسية. 
• فانتازيا البطل الخارق. 

الفرق بين الفانتازيا والخيال العلمي؟ 

في هذه الفقرة سنحاول التمييز بين ما هي الفانتازيا؟ وما هو الخيال العلمي؟ وما هو الفرق بينهما؛ لأن هناك الكثير يعتقد أن كلاهما يحملان نفس المعنى؛ لكن ببساطة الفانتازيا ما هي إلا خيال مطلق، بخلاف الخيال العلمي والذي يعتبر خيال مقيد، بمعنى… لنفترض أنك كاتب وتقوم بكتابة قصة أو رواية بطلها موجود على سطح القمر في مستعمرة بشرية، ويسكن داخل فقاعة آلية، سنلاحظ هنا أنك قمت بخلق عالم خيالي لا يمت للعالم الواقعي بصلة، وبكل تلقائية قمت بصبغ هذه الرواية بالطابع العلمي؛ لأنك استخدمت التكنولوجيا والعلم لصقل أبعاد عالمك الوليد. 

على النقيض الآخر نجد العالم الفانتازي الذي يبدو فيه كل شيء غريبًا ومبهرًا وعجيبًا لدرجة كبيرة، فهو لا يعتمد نهائيًا على أي أسس علمية، لكنه مبنيًا على أسس وقواعد تخصه وحده، كما إن أي شيء يحدث في هذا العالم يمكن تفسيره بكل سهولة، من خلال خلق المزيد من الأسس والقواعد إن دعت الحاجة، ولكن بشرط توافقها مع غيرها من سائر القواعد، ففي هذا العالم يمكن تصور المجموعات الشمسية على أن يكون البرد بينهم هو النجم الأم، في حين أن باقي الأجرام فيها تكون عبارة عن مثلجات وحلوى، وعلى الرغم من الكم الهائل من التخيلات لا يمكن لأحد أن ينتقدك.

لتلخيص الفرق بينهما يمكننا تصور خلق كائن جديد على ظهر الكوكب في عالمك الفانتازي، يمكنك تفسير ظهوره تبعًا لقوانين وقواعد العالم الفانتازي الذي يخصك أنت وحدك، حتى وإن كانت جميع تخيلاتك غريبة ليس لها علاقة بالواقع، على عكس الخيال العلمي الذي يتحتم عليك فيه جعل خيالاتك تحت مظلة التطور الحيوي وعلم الجينات وغيرهم. 

تعرف أيضًا كل ما تريد معرفته عن السرد القصصي الرقمي

الفانتازيا في العلاقة الزوجية فرعية

في السطور السابقة قد استفضنا بالحديث عن ما هي الفانتازيا الأدبية؟ ولكن يا ترى ماذا يقصد بالفانتازيا في العلاقة الزوجية؟… يقصد بها المخيلة الجنسية، ولكن لا داعي للخجل؛ لأن هذا طبيعي للغاية، إذ يمكنك التحدث عنه مع زوجك دون حرج، ولكن يجدر التنويه أيضًا أن هذه المخيلات الجنسية لأيٍ من الزوجين قد تكون غير مقبولة عرفًا أو دينًا؛ لذا يجب التزام بما حلله الله لنا. 

ومن الجدير بالذكر أن الفانتازيا الجنسية ومناقشتها بين الزوجين تجعل العلاقة الحميمية بينهما أكثر متعة، أليس هذا أمر رائع؟.. نعم نعلم أن مناقشتها في البداية مع الزوج أمرًا عسيرًا، ولكن بالتدريج سيكون الأمر أيسر، ومن أشهر صور الفانتازيا في العلاقة الزوجية ما يلي:

الجنس القاسي والعنيف

كثيرًا من النساء تكون مخيلتهن الجنسية عبارة عن الجنس العنيف الذي يتمثل في ضرب بعض المناطق في الجسم، منها على سبيل المثال: منطقة المؤخرة، كما قد يرغبن في أن يتم جذب شعرهن أو يغتصبن من قبل أزواجهن، أو أن تتلقى السباب أثناء العلاقة، على النقيض الآخر نجد فئة من النساء يرغبن بأن يكن هن الجانب العنيف، على كل حال يجب أن تناقشي هذه الأمور مع زوجك مع الحفاظ على سلامة كلًا منكما، وقوما بالاتفاق على أن يتم تحويل هذه الفانتازيا لأرض الواقع في غرفة النوم. 

المغامرة

من أمثلة الفانتازيا في العلاقة الزوجية أن تكون مفعمة بروح المغامرة، وذلك من خلال تخيل ممارسة العلاقة الحميمة أثناء وجود الضيوف، أو خارج المنزل في مكان عام، أو في السيارة، قد نجد أن الأمر غير أخلاقي وصعب التحقيق، ولكن لا مانع من التظاهر بالقيام بذلك عن طريق الاتفاق علي تخيل كراسي السفرة بأنها كراسي السيارة، وهكذا مع طلق العنان لمخيلتكم. 

الجنس الرومانسي

هو النوع الأكثر رومانسية والأقل مغامرة، إذ يعتمد فقط على ممارسة العلاقة وسط الشموع والأضواء الخافتة والزهور، مع وجود التواصل البصري مع الشريك أثناء العلاقة، الأمر الذي يشعرك بأنك قريبة ومرغوبة من زوجك، فلا مانع أن تهيئ هذه الأجواء الرومانسية وتطلبيها من زوجك. 

التمثيل

من الفانتازيا الجنسية أيضًا التي تثير بعض الأزواج هو أداء بعض الأدوار أثناء العلاقة، مثل: المدرس والتلميذة، أو التلميذ والمدرسة، أو الخادمة أو السكرتيرة ورجل الأعمال وغيرهم من أدوار، وهذا أمر في غاية السهولة، إذ يمكنك شراء بعض الملابس الخاصة من محلات اللانجيري لأداء هذا الغرض. 

في الختام… نكون قد أجبنا عن ما هي الفانتازيا على أكمل وجه ممكن، كما إننا قمنا بتوضيح الفرق بينها وبين الخيال العلمي، الذي يساعدنا الآن وبكل سهولة أن ننظر بعين فاحصة لأي عمل فني؛ لنحدد انتمائه إلى أي جانب الخيال العلمي، أم الفانتازيا.