السلع الاستراتيجية ما هي وما أهميتها

السلع الاستراتيجية ما هي وما أهميتها ؟، لعلك طالعت خبر يتناول الحديث عن تأمين الدول لعدد من السلع الاستراتيجية، ولعلك توقفت مليًا عند تلك الكلمات وتريد التعرف على هذه السلع وأنواعها، ولماذا أفردت لها الصحف الحديث عنها؟، وبماذا تختلف تلك السلع عن السلع العادية؟ وما هو موقعها من الأهمية فيما يخص الدولة والمجتمع؟ وفي السطور التالية ستجد إجابات وافية لما تم طرحه.
السلع الاستراتيجية ما هي وما أهميتها
لعلك تتساءل عن السلع الاستراتيجية ما هي وما أهميتها، والحال أن السلع الاستراتيجية تعرف على أنها تلك السلع والمنتجات التي لا يستطيع الشعب الاستغناء عنها، وتعرف أيضًا بأنها سلع ضرورية بمعنى أنها من أبجديات التعايش، وأولويات المواطن على أرضه وجل ما يفكر به، وهي نواة الاقتصاد العالمي، والبنية الأساسية له، وتعرف بأنها أهم مقومات الحياة، وبدونها تتعطل كثير من النواحي الحياتية وتؤثر بشكل كبير في مجريات الأمور، فلا عجب أن تجدنا قد تطرقنا لعرض موضوع السلع الاستراتيجية ماهي وما أهميتها.
اقرأ المزيد عن: كيف أبدأ العمل عن بعد
أنواع السلع الاستراتيجية
من البديهي عند عرضنا لموضوع السلع الاستراتيجية ما هي وما أهميتها التطرق لتعريف القارئ بأهم أنواع السلع الاستراتيجية، ونفردها على النحو النالي:
- المنتجات والمحاصيل الزراعية، وعلى رأسها القمح والذرة والأرز، وفي بعض البلاد يكون الشوفان استخدامه كبير، وهذه محاصيل تستخدم على حالتها كحبوب أو مطحونة لتدخل في إنتاج عدد من السلع الأخرى، على سبيل المثال يطححن القمح لتصنيع المعجنات بكل أنواعها، والخبز ويدخل أيضًا في تصنيع المعكرونة.
- سلع أساسية مثل السكر والملح.
- بالطبع الخبز، وهناك دول تعتمد عليه اعتماد كبير.
- مواد البناء مثل: الحديد وغيره.
- عدد من المعادن تتختلف أهميتها وقيمتها باختلاف كل بلد.
- النفط والمواد البترولية والوقود بشكل عام.
- الكهرباء.
تختلف أولوية كل دولة في تسمية السلع الاستراتيجية، ويختلف ترتيب كل سلعة تبعًا لكل دولة أيضًا والنمط الاستهلاكي لكل دولة، ومن الجدير بالذكر أن كل دولة تضع سياساتها لتأمين السلع الاستراتيجية، حسب رؤيتها ووضعها الاقتصادي وبالأساس النظام الاقتصادي والسياسي المتبع في البلاد، فعلى سبيل المثال تقوم الدول الاشتراكية بالتحكم في الأسعار وفرض تسعيرة خاصة لتلك السلع.
اقرأ المزيد عن: نصائح للتوفير في مصروف البيت
أهمية السلع الاستراتيجية
تكمن أهمية السلع الاستراتيجية في أنها تمثل حجر الزاويا في حياة المرء، فلا حديث عن نهضة وتقدم بدون أن تتوافر تلك السلع، ويعني توفير السلع الاستراتيجية أمان كبير لدى المواطن والدولة في آن واحد، فلن تتعطل الجهات المعنية وتركز مجهودها وتبحث عن سلع عدم وجودها يمثل كارثة بكل المقاييس.
تأمين السلع الاستراتيجية وأهمية توافرها يعطي دفعة للدولة في التحرك والنمو الاقتصادي، ويشكل تأمينها دافع نحو اتخاذ قرارات مصيرية، والدليل الكبير على أهمية السلع الاستراتيجية تأثرها الكبير أوقات الحروب والتوعكات الاقتصادية.
لذا فمن أولويات الحكومات والمؤسسات المعنية تنفيذ خطط طويلة وبعيدة المدى لتأمين السلع الاستراتيجية للبلاد لسنوات طويلة، بل وتحقيق مخزون كبير يكفي لسنوات؛ حتى تتأكد من وجود السلع وتوافرها إذا حدث خطب ما كالحروب أو الانهيار الاقتصادي، الانهيار والتحول السياسي أو حدوث صراع على السلطة، أو انتشار الأوبئة والأمراض، أو حلول الكوارث الطبيعية مثل: الزلازل والبراكين والأعاصير.
السلع الاسترتيجية عصب الصناعات
بالحديث حول السلع الاستراتيجية ما هي وما أهميتها، نجد أن أبرز أهمية للسلع تكمن في كونها المادة الخام والأولية لعدد من الصناعات، بمعنى أنها حجر الزاوية في تصنيع المنتجات الأخرى ويشكل عدم وجودها عائق كبير ويحجم الإنتاج، فمثلًا السكر والملح لا يمكن الاستغناء عنهما في تصنيع عدد من المنتجات، وبالمثل الذرة والقمح والأرز.
اقرأ المزيد عن: ما هي البطالة
استطرادنا للحديث عن السلع الاستراتيجية ما هي وما أهميتها، يأخذنا لنقطة في غاية الأهمية، كون وجود سلع استراتيجية تمثل الضمان الكبير لتسيير عجلة الحياة، سواء على الجانب العائلي والاستخدام الشخصي، أو على الصعيد العام والاجتماعي، وحتى تدوير عجلة الانتاج، فمثلًا تخيل يوم كامل بدون توافر وقود السيارات، بالطبع ستتعطل حياة الفرد، ولن يستطيع الوصول لعماه، ويتتأخر الشاحنات في نقل السلع والأمتعة في كل مكان، سيعرقل وصول سيارات الإسعاف، سيتخلف الكثيرون عن الذهاب لأعمالهم ما يجمد حركة الحياة ويعطل المواطنين وقد يعرض حياتهم للخطر، لن يذهب الطبيب لعمله، ولا المدرس ولا غيرهم من أرباب العمل، وبالمثل طبق التعطيل الحدث بسبب عدم تواجد الوقود، على الكهرباء، والغاز الطبيعي، وهكذا.
ماذا تفعل الدول لتأمين السلع الاسترتيجية
كما ذكرنا أن شغل الدول الشاغل هو تأمين وجود السلع الاستراتيجية بكميات كافية، وتعمل على تحقيق ذلك من خلال التالي:
- زيادة الرقعة الزراعية وتوسيع المشروعات الزراعية ودعمها واستصلاح الاراضي، وتيسير الوسائل المساعدة للاستفادة منها في توسيع المشروعات الزراعية، مثل: حفر الآبار وتوصيل الماء عبر الترع والمجاري المائية، ومد خطوط وشبكات الري، ومشاريع تحلية المياه، ودعم مشروعات الهندسة الوراثية، وتوفير الأسمدة والمبيدات.
- البحث والتنقيب على حقول المواد البترولية، وحماية الحقول الموجودة في المياه الإفليمية، وتقام الحروب والنزاعات بين الدول بسبب الاختلاف على منظقة استخراج المواد البترولية، بسبب أهميتها الكبيرة.
- تعزيز الوسائل المساعدة في إنتاج الكهرباء، مثا إنشاء السدود، والقناطر، وتطوير شبكات الكهرباء والبحث عن بدائل دائمة لتوليد الطاقة، مثل دعم مشروعات توليد الطاقة الشمسية، وتشجيع استخدامها في عدد من الصناعات.
- تأمين استيراد السلع الاستهلاكية سواء الوقود أو المنتجات الزراعية والتي تستخدم كغذاء، عن طريق الاستيراد، وتيسير السبل لوصول الشحنات بسهولة، وتسخير كافة العراقيل التي تحول دون استلام الشحنات في توقيتاتها المناسبة.
الاستثمار في السلع الاقتصادية
يعد الاستثمار في السلع الاستراتيحية مربح للغاية ولا يشوبه شائبة، فيضمن المستهلك بصورة كبيرة زيادة الطلب على تلك السلع، فلن يكف الشعب يومًا عن طلبها مهما حدث من ركود أو حدوث طارئ، كما سيضمن المستهلك تهافت جميع طوائف الشعب على السواء، غني أو فقير فلا مجال للترف إذا كان الحديث عن السلع استراتيجية.
نقطة أخرى تجعل من الاستثمار في السلع الاستراتيجية أمر هام، كونها مختلفة ومتعددة فتضمن له التنوع بين السلع، كما عرضنا في السابق أنواع السلع الاستراتيجية، وهو بالطبع يدر المال الوفير والربح الأكيد.
بعد الحديث عن السلع الاستراتيجية ما هي وما أهميتها، ينبغي العلم أن الحياة وبالتحديد الجوانب الاقتصادية تمثل سلسلة كبيرة تتشابك وتتضافر معًا لتسيير حركة الحياة اليومية، وتمثل السلع الاستراتيجية النواة التي تقوم عليها تلك السلسة الكبيرة والمتشعبة، وبدونها يصاب المجتمع بالكامل بالشلل.