الجغرافياجغرافيا العالم

أين تقع القسطنطينية الآن

لعلك مهتم بالتاريخ وتريد أن تعرف أين تقع القسطنطينية الآن ؟، والحال أن هذا المسمى غير موجود بخرائط أو أي محافل دولية أو إقليمية الآن، ولكن بقاء الاسم رغم تبدل الحال يجذب الانتباه لقيمة هذه المدينة ومدى أهميتها التاريخية، دعونا نتعرف على إجابة هذا السؤال المطروح وكيف أن هذه المدينة كانت تشكل جزءًا من التاريخ قديمًا.

أين تقع القسطنطينية الآن

في الحقيقة لا توجد مدينة الآن تسمي القسطنطينية، ولكن بالنظر لتلك المنطقة الجغرافية التي كان يطلق عليها في الماضي البعيد مدينة القسطنطينية، نجد أنها تقع على مضيق البوسفور، وهو مضيق مائي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا، تطلق على تلك المنطقة الآن مدينة اسطنبول وهي عاصمة تركيا قديمة، قبل أن تصبح أنقرة في الوقت الحالي، ولعلك بعد أن عرفت أين تقع القسطنطينية الآن، تريد أن تعرف لماذا تحولت القسطنطينية لتصبح أسطنبول ولماذا لم تظل المدينة حاملة لنفس الاسم، وما هي القسطنطينية، كل هذا سنتناوله بالشرح.

اقرأ المزيد عن: مالا تعرفه عن حرب السادس من أكتوبر

القسطنطينية بالإنجليزي Constantinople  ظلت عاصمة للدولة الرومانية في الفترة الممتدة بين ٣٣٥ م، وحتى 395 م، وبعدها أصبحت عاصمة الدولة البيزنطية حتى عام 1453 م، وتشرفت المدينة بالفتح الإسلامي في نهاية الأمر وأصبحت عاصمة للدولة العثمانية، ولكن بقيت حاملة للمزيج الثقافي والديني الذي مر عليها وأصبغته بصبغتها الفريدة والمتفردة، ولعلك تتساءل الآن متى فتحت القسطنطينية؟ والجواب أنها فتحت فتحًا عثمانيًا عام  857 هجريًا والموافق عام 1453 م.

لماذا اندثر اسم القسطنطينية؟

أصبحت الآن اسطنبول هي الاسم البديل لمدينة القسطنطينية بعد اندثار الاسم وتحوله، وقد يتساءل البعض لماذا أصبحت الآن تلك المدينة تحمل هذا الاسم؟ الإجابة أن المدينة بقيت لعقود طويلة تحمل اسم إسلامبول أو الأستانة ولكن عكف أتاتورك والقوميين لتحويل اسم المدينة من إسلامبول إلى أسطنبول.

اقرأ المزيد عن: هيكل سليمان القصة كاملة

تحول القسطنطينية لعاصمة الدولة العثمانية

يذكر أن السلطان محمد الثاني السلطان العثماني من نسل عثمان بن أرطغرل، قام بفتح القسطنطينية لأنه كان يعتقد أن في القسطنطينية مركز فتنة وبلاء على المسلمين، وتدار المكائد والقلاقل التي عملت ضد وحدة واستقرار الدولة العثمانية، والأكيد أن هذا الحلم الذي لم تخبو جزوته منذ وفاة النبي وتعاقب الملوك على الدولة الإسلامية، فمن منهم لا يرغب أن يكون صاحب الفتح العظيم الذي تنبأ به الرسول عليه الصلاة والسلام، ويريد أن يكون الأمير الشجاع الذي مدحه أشرف الخلق، ربما رغبة لحفظ إرث أجداده العثمانين الذين أسسوا دولة وراح كل خليفة يزيد رقعة دولة بمزيد من الفتوحات والتوسعات، ربما نشوة النصر، وربما وربما.

بعد أن استتب الأمر للسلطان الفاتح في القسطنطينية، قام بتحويل المدينة لعاصمة الدولة العثمانية وغير اسمها من القسطنطينية(المركز المسيحي لعقود طويلة)  لتكون مركز لإدارة الدولة الإسلامية العثمانية والتي توسعت فيما، بعد وصدت هجمات الغرب المسيحي على الشرق، وشهدت توسعات بنو عثمان التي هزت كيان أوروبا وأخضعتهم لعقود طويلة، خاصة في عهد سليمان القانوني السلطان العثماني حفيد محمد الفاتح.

اقرأ المزيد عن: تاريخ الحرب على ماء نهر النيل

انتشرت رويدًا معالم الحضارة الإسلامية في العاصمة الجديدة التي أصبحت معروفة بإسلامبول أو الأستانة، وهو اسم يحمل طابع إسلامي ويعنى بالعربية المليء بالإسلام، وظلت المدينة تعانق الحضارة المسيحية بفضل تسامح الدين الإسلامي، فقد كان محمد الفاتح نفسه يحمل مزيج مختلط، حيث كانت أمه مسيحية صربية قبل أن تعتنق الإسلام، وابيه مسلم تركي، فلم يرد للمدينة إلا أن تحمل مزيج وتجانس بين الحضارات والأعراق، وقد كان له ما أراد، فأصبحت المدينة مزيج مبهر بين الحضارات، واستفاد العثمانيين من اختلاف البشر وانتفعوا من علمهم واختلاف ثقافاتهم، وأثرت المدينة بالعديد من الأنماط والعرقيات والألوان المختلفة.

والأبعد من ذلك دأب السلطان المتفتح والمتفرد على تقبل الاختلاف، وبعد فتح القسطنطينية لم يترك وظيفة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في القسطنطينية شاغرًا،  بل عين كاهنًا وبطريرك للمسيحيين، وأبقى الفاتح على طابع كل حي من عمارة وحتى اسمه، فأصبحت المدينة الجديدة ذات طابع مختلف ممزوج بروائح عدة، ونكهات مختلفة، وتحولت آيا صوفيا المركز الشهير للمسيحيين في الشرق، إلى مسجد يحمل طابع إسلامي مختلف ومعماري أيضًا.

القسطنطينية حديث الرسول

بعد الإجابة عن سؤال: أين تقع القسطنطينية الآن، بقي لك التعرف على صحة حديث الرسول عن القسطنطينية:

حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ، قَالَ: فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَسَأَلَنِي، فَحَدَّثْتُهُ، فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ.

أما عن صحة الحديث فهو مختلف في أمره، فهو صحيح عند الذهبي والحاكم، في حين ضعفه بعض العلماء، ويذهب آخرون إلى أن المقصود من الحديث فتح القسطنطينية الثاني وهو قبيل قيام الساعة، ولا زال الأمر باختلاف.

ولكن الحديث الصحيح الذي ثبت روي عن النبي:

أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ، مَغْفُورٌ لَهُمْ. رواه البخاري وغيره.

وذهب العلماء أن أول جيش ذهب مقاتلًا كان جيش يزيد بن معاوية ويذكر أن أبا أيوب الأنصاري مات تحت أسوار القسطنطينية وأمر أن يدفن على مدخل المدينة.

تاريخ القسطنطينية

بعد التعرف على إجابة سؤالك أين تقع القسطنطينية الآن؟، بقي أن تعرف أن المدينة الساحرة الخلابة تعد شبه جزيرة؛ حيث يحدها الماء من ثلاث اتجاهات فيما تحدها القارة العجوز من الجهة الرابعة وبالتحديد في الغرب، وأما عن حدودها الشمالية يقع القرن الذهبي، والجنوب بحر مرمرة، فيما يقع البوسفور في شرق المدينة، وهو ملتقى الحضارة الأوروبية والآسيوية، وكانت القسطنطينية هي عاصمة الدولة البيزنطية وكذلك الدولة الرومانية وكانت مركز للحضارات المتعاقبة عليها.

أما عن تسمية تلك المنطقة الجغرافيا، فالحقيقة أنها لم تكن من قبل تحمل اسم القسطنطينية، ولكن أطلق عليها اليونانيون اسم بيزانطيون، وظلت هكذا إلى أن جاء الملك قسطنطين لبيزنطة عام 330م،  الذي قام بنقل العاصمة من روما إلى بيزنطة، ورأى حلم له دلالة مقدسة ودينية له واطلق على المدينة (نوفاروم)، وتعني مدينة روما الجديدة، ولكن لم يكن الاسم يروق للناس، وأطلقوا عليها مدينة قسطنطين نسبة للحاكم، وبالعربية القسطنطينية.

اقرأ المزيد عن: أشهر خلفاء الدولة العباسية

بعد أن عرفت إجابة سؤال أين تقع القسطنطينية الآن، لابد أن تعلم أن المدينة الفاتنة ظلت معقلًا للروم وعاصمة لها تحمل الحضارة التي تجاوزت العديد من الأقطار، وبعد أن مات قسطنطين تولى عام 370 م الملك قسطنطين الثاني الذي أرسى الطابع المسيحي للمدينة، واهتم كثيرًا ببناء الكنائس وشيد أكبر كنيسة في هذا الوقت وهي آية صوفيا الشهيرة وزودها بمهندسين ومعماريين محترفين، حتى أنهم بنوا تحفة معمارية حضارية متميزة ومذهلة، ولكن مع موت الملك قسطنطين الثاني استولى الملك يوليان على الحكم ودأب على استبدال كل معالم المدينة المسيحية لمظاهر الوثنية لكنه لم ينجح في ذلك،  ومات خلال تصديه لهجمات الفرس عام 373 م.

بعد تعرفك على إجابة سؤالك أين تقع القسطنطينية الآن؟ بقي أن تعرف أن المدينة إلى يومنا هذا لا زالت تحمل الكثير من المعالم الحضارية والتاريخية المتألقة، والشاهدة على التاريخ، فأينما تنقل بصرك تجد الشامخات العاليات المتأنقات بالعمارة المتقنة والنقوش المبدعة المتفردة، والتي كانت دليل على الحضارة.

اظهر المزيد
أفضل شركة تصميم مواقع أفضل شركة تصميم مواقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى