أمراض باطنيةالصحة

ما هو الجهاز المناعي

كثيرًا ما يتنامى إلى أسماعنا عند إصابة شخص بأمراض متكررة أن مناعته ضعيفة، وقد تجد نفسك تتساءل ما هو الجهاز المناعي وما علاقته بمقاومة الأمراض، ولماذا تلك الكلمات تتردد على موائد الأطباء بشكل مكثف، خاصة مع الأمراض العضال، وما هو أهمية وجوده، وكيف يمكن الحفاظ عليها من العوامل التي تقلل كفاءته أو التي تحارب عمله، وهذا هو فحوى مقالنا.

ما هو الجهاز المناعي

لعلك تتساءل عن ما هو الجهاز المناعي، ويكمن الرد في أنه الأنسجة والخلايا وأعضاء جسم الإنسان المسؤولة عن حماية الجسم من العدوى، ولا ينفرد الجهاز المناعي بوظيفة حماية الجسم من الأمراض، وإنما تسانده عدد الأعضاء:

  •         الرئتان.
  •         القناة الهضمية.
  •         الدموع ولعاب الفم.
  •         الجلد.

ويتكون الجهاز المناعي من عدد من الأجزاء والتي سنتناولها بالذكر.

مكونات جهاز المناعة

الجهاز المناعي يتكون من عدد من الأجزاء التي تتضافر معًا مكونة خط قوي تدافع به عن الجسد من مسببات الأمراض التي من الممكن أن تسبب الضرر للإنسان وقد تفتك به في بعض الأحيان متسببة في موته، ونذكرها على النحو التالي:

كرات الدم البيضاء

تتواجد في الدم بشكل طبيعي باحثة عن البكتريا والفيروسات وتقوم بمحاربتها والقضاء عليها، يتم إنتاج هذه الكريات من نخاع العظم.

الطحال

أكبر أعضاء الجهاز المناعي، ويقوم الطحال بتصفية الدم الخارج من القلب واستكشاف الجراثيم إن وجدت، ومن خلال تلك الدورة يتم تحفيز خلايا مناعية لزيادة كميتها وتوجيهها لمحاربة المكونات الدخيلة.

العقد اللمفاوية

عدد من الخلايا الموظفة بطريقة معينة في سائر أنحاء الجسم، ولها دور مناعي قوي في محاربة الأمراض، وأشهرها اللوزتين، والعقد التي تتواجد في الرقبة والتي تسمى طبيًا بالعدانيات، كذلك لطخات باير.

نخاع العظم

عبارة عن أنسجة تشبه لحد كبير الأسفنج وتتركز في العظام ودورها تصنيع خلايا الدم البيضاء، وكذلك الحمراء.

الغدة الزعترية

هي غدة تتواجد أمام القصبة الهوائية دورها هام وأساسي ويتلخص في القيام بتصفية أجزاء الدم وهي بالأساس أحد أجزاء الخلايا الليمفاوية.

إقرأ المزيد عن : هل قصور الغدة الدرقية مرض مزمن

أنواع المناعة في جسم الإنسان

بعد التعرف على ما هو الجهاز المناعي؟ حري بنا كخطوة تالية معرفة أنواع المناعة، ونذكرها على النحو التالي:

المناعة الطبيعية

هي المناعة التي تتواجد بشكل فطري وطبيعي داخل جسم الإنسان منذ الولادة، خلقها الله لتكون خط دفاعي عن الجسم وسائر أجهزته من الضرر أو التلف، كمثال على ذلك نسوق الجلد الذي يغلف سائر جسد الإنسان، ويحميه من توغل ونفاد الميكروبات ومسببات المرض لداخل جسم الإنسان وأنسجته، كما يعمل الجهاز المناعي الطبيعي على التعرف على الأشياء الدخيلة على الجسم وتشكل ضرر على جسم الإنسان.

المناعة المكتسبة

تعرف المناعة المكتسبة بأنها ما يتم اكتسابه من مناعة وقدرة على مقاومة الأمراض، فكما يكون للإنسان تجارب شخصية وقدرة على التواصل مع الآخرين من خلال المرور بمشكلات ومواقف حياتية، أيضًا الجهاز المناعي يكون أجسام مضادة لكل نوع من أنواع الفيروسات التي يمكن أن يقابلها خلال مسيرته، ليستطيع مهاجمة مسببات المرض والتغلب عليها عندما يعاود مهاجمة الجسم مرة أخرى.

مناعة سلبية

وتعرف بأنها المناعة الوقتية التي يتم اكتسابها الجسم، حيث يقوم باتخاذ مناعة محددة بالمرحلة التي يمر بها، كمثال على ذلك الجنين في رحم أمه عندما يتلقى الأجسام المناعية من المشيمة، وعندما يولد كذلك ويتلقى الرضاعة الطبيعية، فأنه يتلقى أجسام مناعية نافذة من خلال حليب الأم تقوي المناعة، وتمنحه قدرة على مواجهة الأمراض التي من الممكن أن تواجهه، ولكن لا تظل المناعة دائمة طوال عمره، وإنما ستحميه خلال سنوات عمره الأولى فقط.

التحصين

وهي عملية يتم فيها منح الجسم -عن طريق الحقن الخارجي من خلال التحصينات الطبية، واللقاحات- أجسام مضادة لفيروس أو بيكتريا معينة، أو حقنه بجراثيم ضعيفة التأثير، بحيث يتم تحفيز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة تقوم بالتعرف على المسبب للمرض وفي تلك الحالة يتم إنتاج خط دفاعي عندما يصاب الجسم بهذا المرض في المرة القادمة، ويتم القضاء عليه في الحال، أو التقليل من تأثيره على الجسم.

ما هي الأمراض التي من الممكن أن تصيب الجهاز المناعي

بعد معرفة ما هو الجهاز المناعي؟، قد يتبادر لذهنك سؤال يستبين ما هي الأمراض التي يمكن أن تصيب الجهاز المناعي، والتي تؤثر بالسلب على الإنسان، نذكرها على النحو التالي:

نقص المناعة

نقص المناعة حالة يكتسبها الإنسان بشكل عارض أو دائم وتكون ناتجة عن استخدام عدد من الأدوية التي يكون لها تأثيرها جانبي بتثبيط المناعة، كذلك فترة الحمل تسبب نقص في المناعة، أيضًا ربما يصاب المرء بمرض يضعف جهازه المناعي، وأشهرها بكتريا الوحيدات العدائية وكذلك مرض الإنفلونزا، وكلها أمراض تسبب ضعف المناعة بشكل مؤقت.

وعلى الجانب الآخر هناك أمراض تسبب ضعف المناعة لمدة طويلة مثل فيروسات العوز المناعي التي تصيب الجسم بمرض الإيدز، ويترك الجهاز المناعي ضعيف مفتقر للقدرة على محاربة ومواجهة الأمراض.

أيضًا قد يصاب المرء بمرض نقص المناعة الأولي، وهو مرض وراثي عبارة عن خلل جيني منذ ولادة الإنسان، وهو مرض نادر الحدوث على الرغم من انحدار خمسة عشر نوع من هذا المرض، كل هذه الأمراض قد تسبب تعطل في عمل المناعة دائم أو مؤقت يزول بزوال السبب.

مرض المناعة الذاتية

مرض المناعة الذاتي يصاب به الإنسان ويتمثل في قيام جهازه المناعي في مهاجمة خلايا وأنسجة الجسم بشكل عشوائي وعن طريق الخطأ، ولم يستطيع أحد حتى الآن توضيح السبب الأساسي في ذلك، على الرغم من إرجاع عدد من الباحثين هذه الظاهرة لوجود عوامل بيئية أو حدوث خلل جيني، ومن أشهر تلك الأمراض:

فرط نشاط جهاز المناعة

بعد معرفة ما هو ما هو الجهاز المناعي؟ ربما تتساءل عن معنى فرط نشاط جهاز المناعة، ويعرف بأنه زيادة تحسس ونشاط المناعة للمثيرات الخارجية، فنجده يبدي ردات فعل دائمة سريعة وغير مبررة تجاه عدد من المثيرات غير المؤذية وغير الخطيرة، على سبيل المثال حبوب اللقاح  الخاصة بالنبات والغبار، والتحسس تجاه غذاء معين، وتسمى تلك الأمور التي يتحسس منها الجهاز المناعي مسببات الحساسية، ومن أشهر تلك الأمراض التي تنتج عن فرط نشاط المناعة الأكزيما والربو، كذلك حساسية الطعام وحساسية الأنف.

كيف يعرف الإنسان أنه مصاب بضعف المناعة؟

في دراسة نشرها موقع فوندغ فايب أكد فيها أن هناك عدة إشارات يستشف منها إصابة الجهاز المناعي بالضعف، أو أنه غير قادر على مواجهة الأمراض ومن ثم يفقد الجسم الخط الأول للدفاع عنه ضد الأمراض، وفي التالي نسرد تلك العلامات:

التعب

الإحساس الدائم بالتعب قد يكون إشارة وعلامة كبيرة على الضعف المناعي، ولكن ليس التعب العابر ما نتحدث عنه، بل الحديث هنا عن الإرهاق الدائم والرغبة في الاستلقاء وحتى زيادة الحاجة للنوم.

إقرأ المزيد عن: تعرف على علاج حصوات المرارة

الإصابة المتكررة بالأمراض

كثرة التوعك أو الإصابة بالبكتريا والفيروسات المختلفة قد تكون علامة على أن الجهاز المناعي قد أصابه الضعف ويدخل الجسم في معاناة مستمرة من الأمراض، فلا يلبث أن يتعافى من المرض، حتى يصاب بمرض مرة أخرى.

إصابة الجسم بمرض خطير

أكبر دلالة على ضعف الجهاز المناعي لدى شخص ما، هو التعرض للإصابة بمرض خطير، حيث أنه من المعلوم أن المناعة قادرة على مواجهة أي مرض، أما وأنه يعاني من مرض خطير ولا يستطيع التعافي منه يكون بذلك قد قطع الشك باليقين.

التعرض للحساسية

بعد التعرف على ما هو الجهاز المناعي؟ ستجد أنه من ضمن علامات ضعف الجهاز المناعي، عدم قدرة المريض على مواجهة المواد التي تستثير الحساسية، ويجد المرء نفسه يعاني من الحساسية مثل الأنف والربو وحساسية الطعام.

كثرة الإصابة بالالتهابات

علامة أخرى من علامات ضعف المناعة، أن يجد المرء نفسه معرض للإصابة بالالتهابات بشكل متكرر، وفي عدد من الأماكن والأعضاء مجتمعة أو متفرقة، وكمثال على ذلك التهاب اللثة وكذلك التهابات المعدة والأمعاء وكذلك أن يصاب المرء بالإسهال الشديد والمتكرر.

صعوبة التئام الجروح

المريض المصاب بضعف الجهاز المناعي غالبًا ما يعاني من صعوبة التئام الجرح، حيث أن الجهاز المناعي منوط به تسريع عملية استشفاء الجروح، وحدوث خلل في تلك العملية أو كونها تأخذ وقت طويل، يكون علامة على ضعف الجهاز المناعي.

كيف يمكن تقوية الجهاز المناعي

بعد التعرف على ما هو الجهاز المناعي، وكيف أنه يقدم خدمات جليلة للإنسان ويساعد على تشكيل خط مواجهة ودفاع ضد الأمراض، من الواجب أن يحرص المرء كل الحرص على القيام بتقوية الجهاز المناعي، وفي التالي نسرد عدد من تلك الخطوات:

  • يجب أن ينال الجسد قسط وافي من الراحة والنوم لساعات ملائمة ومناسبة.
  • الحرص على اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على الخضروات والفواكه التي تقوي الجسم وتعزز من قوته على مواجهة الأمراض.
  • التوتر والاكتئاب والمرض النفسي بشكل عام عدو المناعة الأول، لذا من الواجب البعد عن القلق والتوتر وكل مسببات الضغط النفسي حرصًا على الجهاز المناعي.
  • القيام بممارسة الرياضة بانتظام يساعد على تقوية الجهاز المناعي.

بعد التعرف على ما هو الجهاز المناعي؟ حري بنا الآن الحفاظ على صحتنا والتمسك بكل العادات التي يمكنها تقوية الجهاز المناعي والبعد عن كل مسببات الضغط النفسي وسائر العوامل التي تقلل من فاعلية وكفاءة الجهاز المناعي.

اظهر المزيد
أفضل شركة تصميم مواقع أفضل شركة تصميم مواقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى