ادخار الذهب أم الدولار
اعتاد الناس على تأمين أنفسهم ماديًا ضد غدرات وتقلبات الزمن، لأن الأموال تمثل للبعض حائط سد منيع ضد الحاجة وسؤال الناس، وقد يرغب البعض في الادخار المؤقت المرهون بالحصول على منفعة ما، كشراء منزل أو سيارة، أو تزويج أحد الأبناء، ولكن يظل التساؤل المطروح على كل الموائد، ادخار الذهب أم الدولار…. أيهم أفضل؟ وهذا ما سنتطرق إليه في هذا المقال.
ادخار الذهب أم الدولار
قد لا يثق بعض الناس في العملة الوطنية عند الحديث عن الادخار، فقد يصيبها الاضطراب والتذبذب الاقتصادي بين الفينة والأخرى، ولكن على النقيض قد تجد ثقة كبيرة في الاعتماد على الدولار، لأسباب عدة، ربما أشهرها لثقة البعض في الاقتصاد الامريكي وأنه قادر على لم شتات أمره هذا بفرض تراجعه أو سقوطه، أيضًا يمثل الدولار وادخاره أمان معنوي لدى المدخرين، باعتباره العملة الرسمية لأقوى دولة اقتصاديًا وعسكريًا.
اقرأ المزيد عن: الربح من الانترنت
وفيما يتعلق بجزئية ادخار الذهب أم الدولار والمفاضلة بينها من حيث هامش الربح، توصيك نوفوستي بالاعتماد على الذهب خلال هذه الأيام، حيث يمكنك أن تقول أن هذا العام هو عام الذهب؛ فقد حقق ارتفاع كبير حيث سجلت الأونصة ما يتجاوز ١٩٠٠ دولار، وهذا يعد طفرة كبيرة مشهودة لأول مرة في زيادة قيمة الذهب خلال هذا العام، وقد شهد الشهران الماضيان ارتفاع متوالي لأسعار الذهب بمقابل الدولار، وسط تراجع كبير لعوائد سندات خزانة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد الخبراء الاقتصاديون زيادة معدل التضخم في الدولار الأمريكي، لذا ينصحوا بالاتجاه لادخار الذهب بدلًا من الدولار الذي لن يشهد تعافي حقيقة في الفترة القادمة، ويرون أن الزيادة في سعر الذهب زيادة بسرعة الصاروخ، كما يشجعون الاستثمار في العقار أيضًا.
أسباب تجعل من الذهب الأكثر استخدامًا في الادخار
يعد الذهب المعدن الأكثر تهافتًا عليه من الناس، عرفته البشرية منذ قديم الأزل، فهو بالأساس قبل التاريخ كان وسيلة للتبادل التجاري وحتى الادخار، وقتها لم يكن الحديث عن ادخار الذهب أم الدولار مكانًا؛ فقد كان هو الوسيلة الوحيدة المعنية بذلك وأتت أكلها بجدارة، وحتى أن بعض الدول استخدمت من الذهب ذاته عملة معدنية يتم استخدامها في التبادل والتداول، وبعد تطور العملات واتخاذ كل دولة عملة وطنية سواء ورقية أو غيرها، إلا أن الذهب يعد الوسيلة الأكثر أمانًا، بمعنى أن الناس تلجأ لادخاره في أوقات تذبذب العملات وكسادها، حتى ولو كان هناك استقرار نوعي في العملة المحلية، قد يستسهل البعض الادخار في الذهب كنوع من تحجيم الإنفاق، فوجود المال معك يسهل من إنفاقه هنا وهناك، أما في حال ادخار الذهب في صورة سبائك أو مشغولات هنا يقف الأمر عائق أمام الإنفاق؛ حيث يتطلب الأمر هنا لتحويل قيمة الذهب لعملات محلية.
اقرأ المزيد عن: ما هو التسويق الالكتروني
هناك أسباب أخرى فيما يتعلق بترجيح كفة الذهب،عند الحديث عن ادخار الذهب أم الدولار، هناك أسباب عديدة تتمثل في زيادة الطلب عليه وقلة عرضه، ما يزيد من سعره على الدوام، وبذلك يضمن المدخر زيادة آمنة لمدخراته، أيضًا الذهب يمكن تجزئته لجرامات قليلة ما يسمح لشرائح كبيرة شراء أي كمية صغرت أم كبرت وتخزينها، وبالحديث عن الأمان الكبير الذي يحظى به حدث ولا حرج، فيمكنك تجميد أموالك والحفاظ على قيمتها دون الخوف من تضخم يصيب البلاد، بل والأكثر من ذلك ربما تحصل على قيمة أكبر من أموالك بفعل زيادة الذهب بين الفينة والأخرى، وحتى لو تراجعت قيمة الذهب في وقت ما، ستجد أنه لا يلبث إلا أن يعود مرة أخرى ويواصل ارتفاعه.
ويبدو أن الذهب لا يحظى بقبول في الادخار فقط من الأفراد، ولكن تستخدمه المؤسسات والدول كغطاء أجنبي، وكذلك يوضع في البنوك المركزية لتغطية طبع العملات الوطنية، وإذا ذكرنا ادخار الذهب أم الدولار في تلك الحالة، بالطبع ترجح كفة الذهب، ناهيك عن استخدام كبار المستثمرين ورجال الأعمال للمعدن النفيس في الادخار ويتفاخرون في المحافل الدولية كيف أن تجارتهم واستثماراتهم لم تنالها كساد كورونا الاقتصادي بسبب اعتمادهم على المعدن الأصفر بشكل كبير، ومن أشهر من صرح بذلك نجيب ساويرس الملياردير المصري المعروف.
لماذا تراجعت كفة الدولار
فيما يخص الادخار اعتاد الناس على استخدام قبل الدولار العقود المنصرمة، ولكن مع اضطراب القيمة المادية له، وسياسات البنك المركزي الأمريكي المتمثلة في طبع مزيد من العملات دون غطاء نقدي مقابل، جعل كفة الدولار في مقابل الذهب تتراجع بشكل كبير إذا ما تحدثنا عن الادخار، كل ذلك جعل الخبراء يوصون بضرورة البعد عن ادخار الدولار واللجوء إلى الذهب.
اقرأ المزيد عن: كيف أبدأ العمل عن بعد
أيضًا الركود الاقتصادي الكبير الذي عم البلاد خلال العامين الماضيين، جراء انتشار فيروس كورونا، وإفلاس العديد من الشركات وتوقف كثير من القطاعات عن مزاولة النشاطات الاقتصادية، خاصة مع إغلاق عدد من البلاد مجالها الجوي وتوقف الطيران، كل هذا أثر بالسلب على قيمة الدولار وعلى ثقة الغالبية العظمى من المدخرين به، لذا فقد بات الآن إجابة السؤال واضح لك، أيهما أفضل الادخار في الذهب أم الدولار.
صور ادخار الذهب
بعد الحديث عن ادخار الذهب أم الدولار، هناك حالات عدة يتم فيها ادخار الذهب، ونفردها لكم على النحو التالي:
المشغولات الذهبية
بعد أن تعرفت على إجابة سؤالك أيهم أفضل ادخار الذهب أم الدولار، بت الآن تعرف أن المعدن الأصفر المفضل بكل تأكيد، وتقوم شريحة كبيرة من المدخرين بالاعتماد على المشغولات الذهبية والحلي، حيث يعتبر وسيلة مثالية للزينة غير مكلفة وتظل محتفظة بقيمتها، وتوجد عيارات كثيرة منه ١٨- ٢١- ٢٤، ويعد الأخير الأفضل على الإطلاق بسبب ارتفاع نسبة معدن الذهب في القطعة نفسها، إلا أنه يعاب عليه ارتفاع اسعار صياغته.
السبائك
السبائك صورة أخرى من صور الادخار في الذهب، ويتهافت عليها عدد من الناس بأن يتم شراء السبائك والاحتفاظ بها ريثما يقفز سعر الذهب أو ادخاره على المدى الطويل، السبائك لا تتكلف ثمن صياغة عالي، ولكن في المقابل لا يمكن الاستمتاع بها كحلي يتم التزين به.
سندات الذهب
ويقصد بها الصكوك والوثائق التي يتم إصدارها من خلال جهة مالية ما على سبيل المثال المصارف، وبعد ذلك يمتلك المدخر هذا الصك بقوة الثقة المالية في الجهة الصادرة، ويحق له تداول الصك سواء بالبيع أو الشراء، وميزة هذه الوثيقة أنها توفر على الشخص عناء توفير مكان آمن لتخزين السبائك، وسهولة إهدائه وبيعه دون التعرض للنصب أو الغش، ولكن من الناحية الدينية والفقهية يظل الأمر في حاجة للمراجعة، وهذا فيما يخص ادخار الذهب أم الدولار.
السندات والأسهم
هناك طريقة للادخار تقلل احتمالات المخاطرة المحتملة من التدوال في البورصة، وفي ذات الوقت تعتبر ادخار في الذهب بطريقة غير مباشرة، بمعنى شراء حصص وأسهم وسندات في الشركات المعنية بتكرير وتعدين الذهب، فهي بالفعل في حالة زيادة وتطور كبيرين، وتضيف للمدخر عوائد كبيرة بجانب احتفاظه بقيمة رأس المال على المدى البعيد بعيدًا عن التضخم وتراجع العملات، أيضًا تتلافي الرسوم والتكاليف المالية الإضافية المتمثلة في تخزين الذهب في البنوك أو المؤسسات المعنية بحفظ الذهب، والتي يمكن أن تقلل من أرباح المدخرين، وأيضًا توفر وسيلة آمنة لاستثمار الذهب وتحظى باهتمام بالغ في أوساط المستثمرين والادخار.
بعد تعرفنا على رأي الخبراء فيما يخص ادخار في الذهب أم الدولار أفضل، بقي لك أن تدرس مخاطر ومزايا وعيوب كل طريق من طرق الاستثمار ومعرفة أيهما يتناسب مع طبيعة عملك واحتياجاتك وسماتك الشخصية من حيث حب المجازفة من عدمه، أيضًا مدة الادخار هل هي طويلة أم بعيدة المدى وكذلك الحاجة للادخار وقيمة الأموال المخصصة للادخار.