إدارة وقتي على السوشيال ميديا
قد تقضي وقتًا في التصفُّح على شبكات التواصل الاجتماعي تظنُّه دقائق، لكنك تكون قد وقعت في الحُفرة التي لا مهرب منها، وتجد نفسك في لحظة يقظة بعد ساعاتٍ طويلة قد أضعت الكثير من الوقت بلا فائدة، بل والأدهى أنك يمكن أن يتدهور بك الحال لحالة من حالات إدمان الإنترنت، وهو نوع إدمان مُصنَّف عالميًا، تمت ملاحظته أول مرة في حالات الأطفال الذين أصبحوا مدمنين على ممارسة الألعاب الإلكترونية، ثم ومن بعد تفشي مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي أصبح الأمر أكثر خطورة، لأنه يحرق وقتك بأكمله ولا يدع مجالًا لكَ لأن تستفيد بكل ذلك الوقت، وأصبح سؤال الذين يحاولون التخلص من ذلك الإدمان، أو الذين قدَّروا قيمة الوقت وأهمية التخلص من إدمان الإنترنت “ما هي طرق وخطوات إدارة وقتي على السوشيال ميديا ؟” وهو سؤالٌ يضعكَ في أول درجة من درجات النجاح، سنجيبكَ عليه في السطور القادمة.
اقرأ أيضًا: أشهر 10 كتب في التنمية البشرية
خطورة قضاء الوقت على السوشيال ميديا:
تريد أن تلاحظ مدى خطورة الأمر؟ راقب نفسك كيف تقرأ منشورًا معينًا ومِن ثمَّ تقوم بقراءة التعليقات والردود على التعليقات، وتراقب التفاعلات على ذلك المنشور بتعليقاته، وتتصفح حسابات مَن جذبوا نظرك في المنشور، راقب كم من الوقت استهلكته في تلك الحالة في منشورٍ واحد!
وكل فترة يظهر موضوعٍ جديد يكون هو حديث منصات التواصل الاجتماعي فتقوم بمتابعته على أكثر من منصة ولدى أكثر من أصحاب رأي، وتسحبكَ دوامة مواقع التواصل الاجتماعي شيئًا فشيئًا حتى أصبح أول ما تفتح عينيكَ عليه هو هاتفكَ لتتفقد الرسائل والإشعارات وخلافه، ولا تنتبه إلى الوقت الذي يُستنزف ولا تدرك أنك يجب أن تضع أساسيات لنفسك وتحدد في ورقة هدفك الأول وهو “يجب عليَّ إدارة وقتي على السوشيال ميديا “.
راقب كيف كان كبار السن هم أول مَن كانوا يفتعلون مشكلاتٍ ليبعدونا عن الإنترنت والهواتف، والآن هم أكثر مَن زاحمونا على منصات ومواقع التواصل الاجتماعيّ.
إذن الإنترنت يتم إدمانه ويتغلغل إلى منزلك وحياتك مهما حاولت إبعاده، ولا يقتصر على الشباب فقط، بل أصبح يشمل الأطفال والكبار وجميع فئات المجتمع سواء غني أم فقير، لذا فكان الحل البديل الفعال أن يتم تسكين إدمان الإنترنت ولكن عن طريق استغلال ذلك الإدمان بشكلٍ أو بآخر، ولكن أولًا ضع نُصبَ عينيكَ السؤال الأهم الذي إذا جاوبت عليه ستمتلك مفاتيح إدارة وقتكـ وهو “ما هي خطوات إدارة وقتي على السوشيال ميديا ؟
6 خطوات لمساعدتك على إدارة وقتك على السوشيال ميديا:
تحديد اهتمامتك:
الاهتمامات تختلف من شخص لآخر وهي التي تُحدد بدورها شخصية الإنسان والتي بناءً عليها تتحدد أولوياته وما يريد أن يفعل، فتجد شخصية جادة تُفكِّر في العمل في المجال الهندسي والتقني، أو شخصية مبتكرة تُفكِّر خارج السرب وتُفضِّل العمل في بيئة جماعية في مجال التسويق مثلًا، وشخصية أُخرى تميل إلى الإبداع فتعمل في مجال الكتابة، وأُخرى شخصية تحب التصدر تعمل في المجال السياسي وخلافه، إذن فتحديد الاهتمامات تؤدي إلى تحديد الأوليات ومنها يمكن وضع خطة مثالية لبناء شخصية فعَّالة مؤثرة في المجتمع.
خلْق بيئة تساعدكَ على التنفيذ:
المجموعات التي لا فائدة منها سوى الأخبار الفارغة والمواضيع التافهة لا رجاء منها ولا منفعة، والألعاب الإلكترونية التي ستضيع وقتك احذفها، وقم بعمل بحث مُفصَّل حول المجموعات والصفحات الخاصة بالمجال الذي تريد الإبداع فيه، وابدأ في متابعتها بشغف ونهم، لكي لا تفقد حماسك بالفكرة وبالاهتمام بتحقيق أهدافك، ضع هدفك نُصب عينيك واجعل شرارة النجاح تتَّقِد داخلك، وضع لنفسك قدوة ابحث عنه وتابعه واسأله دائمًا واطلب منه النصائح والدعم، واقرأ قراءة كافية في المجال الذي تريد الإبداع داخله.
حمِّل البرامج التي ستساعدكَ على عدم إهدار وقتك:
هناكَ برامج تساعدكَ على تجميد برامج محركات البحث، فلا تُضيِّع فرصة أن تكون لديكَ هاتف جوال حديث أو جهاز كمبيوتر حديث وتضيع وقتك في ألعاب فيديو أو في تصفح لا فائدة منه، اغلق مواعق محركات البحث والألعاب التي تهدر وقتك لمدة من الوقت، ابدأ بساعة، وإن تخطيتها دون أن تحاول فتح تلك المنصات تكون ماضيًا على طريقك الصحيح نحو التخلص من إدمان الإنترنت والعمل على الاستفادة من الإنترنت بطريقة صحيحة، تذكَّر أن وقتكَ ثمين للغاية، فلا تُقدِّمه مجانًا لأي موقع تواصل اجتماعي.
قم بجدولة منشوراتك ومشاركاتك وتفاعلاتك:
خاصيتي الجدولة والحفظ هما خاصيتين هامتين للغاية لمساعدتك على عدم الاختفاء من السوشيال ميديا وفي نفس الوقت يمكنك الاحتفاظ بالمنشور الذي تريد قراءته لحين إيجاد وقت إضافي “ساعة لقلبك” يمكنك فيها المتابعة لجميع “التريندات” والمواضيع الشائكة وحديث مواقع التواصل الاجتماعي ولكن بدون أن تقوم بإهدار وقتك.
صادق أشخاصًا يُحفِّزوك:
“المرء على دين خليله” فالمرء دائمًا ما يتبع صديقه في كل أمر يقوم به، لذا ابتعد عن مصادقة الأشخاص المُحبَطون والمُحبِطون، لأن المُحبَطون سيجعلونكَ ترى النقطة السوداء باللوحة البيضاء، وسيبثُّون تشاؤمهم بنفسكَ مما يمنحكَ شعورًا بالاكتئاب والإحباط، أما المُحبِطون، فإنهم يكرهون الخير دائمًا ولا يجدون في أنفسهم أفضل من أن يضعفوا حماسكَ ويضيعوا عليكَ فُرصة المغامرة والمجازفة والبحث عن الشغف والمُضيّ بخطواتٍ ثابتة وقوية نحو أهدافك، بل صادِق مَن يُقوِّمك ويُقوِّم سلوكك ويعطيكَ دفعة للأمام، صادق مَن يرى بنجاحكَ نجاحًا له، صادق أُناسًا يدعمونك في كل وقت مُنذُ بداية رحلتك.
اقرأ عن: ما هو التوحد
احرص على تلقي العلم من خلال المصادر المختلفة:
ما أكثر الدورات الإلكترونية والكتب الرقمية التي قد تمدك بالعلم الذي تحتاجه في طريقك لتحقيق أهدافك، يمكنكَ ببساطة إيجاد جميع المعلومات اللازمة، بل ويمكنكَ أيضًا التفاعل مع معلمي تلك المعلومات من جميع بلاد العالم والتواصل معهم وسؤالهم مباشرة، كما يمكنك الاستفادة بشكل أو بآخر من عملية التعلم عن بعد في الوصول إلى كل ما كان عائقًا أمام متعلمي العصور السابقة، لديكَ خبرات جميع من سبقوك في مجالك، فلا تفوت مثل تلك الفرصة، واجمع أكبر قدر من المعلومات، بل ويجب عليكَ العمل جديًا في خلق بيئة تساعدكَ على تطوير ما سبقك إليه السابقون في المجال الذي قررت خوض معاركه.
اقرأ أيضًا: أفضل 5 مواقع ترجمة
تأكد دائمًا أن النجاح قرار، وأن القرار بين يديك، لذا لا تُهدِر أي وقت أيًا كان لأن وقتكَ الذي تهدره هو ثروة لغيرك، وتأكد أيضًا أن نعمة الفراغ يجب عليكَ أن تستغلها خير استغلال، لأنها سبيلكَ للتعلم والتغيير والتطور، لذا اصنع فارقًا، ولا تتوقف عن سؤال نفسك من الحين والآخر “كيف يمكنني إدارة وقتي على السوشيال ميديا ؟” نحنُ في موقع فقرات قدَّمنا لك الخطوات الأولى، وأنتَ عليكَ المُضيّ قِدمًا نحو تنفيذها وتحقيق الاستفادة منها. وإن كُنتَ تمتلك رأيًا آخر إضافيًا حول “كيفية إدارة الوفت على السوشيال ميديا” لا تتردد في إطلاعنا عليه. شاركنا برأيك الآن، فنحنُ المكان حيث لرأيكَ أهمية وقيمة ويمكنكَ إحداث تغيير، اجعلنا خطوتك الأولى للتغيير.