إسلامياتالفقه

فضل صيام الست من شوال

صيام الست من شوال 

المحب لله تعالى يتقلب من طاعة إلى طاعة، وهو حريص كل الحرص أن يظل في كل أحواله متلبسًا بالقرب من الله تعالى، ولما كان شهر رمضان هو أفضل شهور العام وأعظمها فضًلا، فإن المسلم فيه يسعى أن يغتنمه بشتى الطرق، من قراءة القرآن وقيام الليل، والتزام الشريعة الكبرى في رمضان وهي الصيام، ولكن هل تنقضي العبادة بانقضاء رمضان؟ ، من المؤكد لا، سن الله تعالى لنا بعد صيام رمضان، صيام الست من شوال تتمة لأعمال الخير وزيادة في البر والقرب.

فضائل صيام الست من شوال: 

انتهى رمضان وأنت لا زالت بكامل طاقتك الإيمانية، هل ستترك هذه الطاقة لتخفت سريعًا ثم تنتهي ونعود لنشتكي قسوة قلوبنا، وأننا ابتعدنا كثيرًا عن أجواء رمضان وما كنا نستشعر به من روحانيات في تلك الأيام الفاضلة، الفرصة أمامك أن تجعل أيام العام كلها كرمضان، ولتبدأ بما يلي رمضان مباشرة، بصيام الأيام الفاضلة المسنونة في شوال.

أولًا: تعدل صيام الدهر كله 

صح في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر”

وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم  ” من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة”

فرصة عظيمة أن يكتب الله عز وجل لك أجر صيام العام كله فقط إذا صمت رمضان ثم صمت بعده ستة أيام من شوال.

لعلك تتسائل ماهي الحكمة في كونها ست أيام، يذكر العلماء أن الله عز وجل لم يُشرِع شيء إلا لحكمة علمناها أو جهلناها لكنه الحكيم سبحانه في شرعه، وفي تفسير حكمة استحباب صيام ستة أيام في شوال وعدها كصيام الدهر كله، قال الإمام النووي – رحمه الله -:: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..).

ثانيًا: يجبر نقص صيام رمضان 

لا شك أننا يعترينا في الأعمال الكثير من النقص والخطأ والسهو والنسيان، ولقد شرع الله تعالى السنن والنوافل لجبر هذا النقص وتعويضه ليصبح العمل كاملًا خالصًا لوجه الله الكريم، وكما أننا نصلي النوافل للصلوات لجبر النقص الذي قد يطرأ على الفريضة، فإن صيام الست من شوال يجبر ما قد يقع من نقص في صيام رمضان.

بل إن العلماء يذكرون أن صيام النفل في شعبان مثل السنن القبلية للصلوات، وصيام النفل في شوال مثل السنن البعدية في الصلوات.

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل : انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ، ثم يكون سائر عمله على ذلك”.

اقرأ أيضًا : فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

ثالثًا: شكر الله على نعمة الطاعة في رمضان 

هل ترى أنه من الشكر إذا انقضى رمضان أن نترك العبادة ونعود كما كنا قبل رمضان لم يغير رمضان فينا شيًْا؟ أم يتوجب علينا أن نشكر الله تعالى على توفيقه لنا لهذه العبادة العظيمة، فكيف يكون الشكر إذًا؟ قال الله تعالى “وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” [البقرة:185].

فإذا وفقك الله تعالى لصيام رمضان وقيامه، فأكمل مابدأت بصيام الست من شوال شكرًا لله وحمدًا على هذه النعمة التي هدانا إليها.

ما حكم صيام الستّ من شوال؟ 

 سنة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليست فرضًا، من استطاع أن يفعلها أثيب عليها بفضل عظيم ومن لم يستطع لم يؤزر على ذلك ولم يرتكب إثمًا، وإن كان قد فاته خير عظيم.

متى يبدأ صيام الست من شوال؟ 

يمكن للمسلم أن يبدأ صومها من اليوم التالي لعيد الفطر مباشرة، قد يظن البعض أنه لا يجوز له صوم اليوم الثاني لعيد الفطر كما هو الحال في عيد الأضحى لكن هذا غير صحيح فاليوم التالي ليوم عيد الفطر يوم عادي يجوز الصيام فيه، بل إن عيد الفطر يوم واحد وليس ثلاثًا كما هو المشهور.

هل أصوم الست من شوال مفرقة أم متتابعة؟

الأمر فيه سعة والحمد لله تعالى، فإذا يسر الله على الإنسان أن يصومها متتابعة فهو خير له حتى لا يتكاسل عن الصوم أو يعرض له عارض يشغله عن الصوم ، وإن كان لا يقدر على ذلك فليقسمها على الشهر بحسب استطاعته وجهده، فلم ينص حديث النبي صلى الله عليه وسلم على شرط التتابع، وقد قال الإمام النبوي ” والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر، فإن فرَّقها، أو أخَّرها عن أوائل الشهر إلى أواخره، حصلت فضيلة المتابعة، لأنه يصدق أنه أتبعه ستًا من شوال”

اظهر المزيد
أفضل شركة تصميم مواقع أفضل شركة تصميم مواقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى